سطيف
الفقر والعوز يدفع امرأة للاختفاء
اختفت
عن الأنظار امرأة تقطن ببلدية عين أزال الواقعة جنوب ولاية سطيف منذ أيام،
ورحلت إلى وجهة غير معلومة، مخلّفة وراءها عائلة ضائعة يقطعها الفقر
وتخنقها شدة العوز.
بعدما علمنا بالقضية، تنقلنا إلى مكان إقامة المرأة بحي كرنيف، وهو منزل
جد متواضع واستفسرنا عن الوضع، وعلمنا أنها امرأة نحيفة الجسم متجعدة
الوجه يميزها وشم على الجبين قد اختفت منذ 7 مارس .2008 واستفسرنا أيضا عن
أسباب ودوافع الاختفاء، فأكد لنا كل من يعرف قصتها بأن الفقر والعوز وراء
فرارها وليس اختفائها. لينطلق أحدهم في رواية قصة هذه المغبونة، وهي زوجة
عنصر من الدفاع الذاتي من منطقة باتنة الذي اشتبك ذات ليلة مع عناصر الأمن
وأخذ في إطلاق الرصاص عشوائيا على المارين وكانت ''الخبر'' قد نشرت الحادث
وقتها. ويجمع سكان المنطقة على الأوضاع الكارثية التي كانت تعيشها هذه
العائلة التي فرت من الحرمان من الجبال المجاورة، فوجدت جحيما آخر في
انتظارها، حتى إن مصادر موثوقة أكدت لنا بأن أفرداها كانوا يتقاسمون العيش
بغرفة واحدة مع الجرذان ويقتاتون على أكل موجه لتغذية الدواجن، وينامون
على حصير بال ويتوسدون أحذيتهم. وأكد آخرون عاينوا العائلة قبل اختفاء
ربّتها أن أوضاع معيشتها كانت أكثر من كارثة إنسانية أدت إلى إصابة ولديها
بأمراض وعقد نفسية يصعب حلها، كما أن رب العائلة مصاب هو الآخر بمرض عقلي
نتيجة الوضع الذي عايشه.
ولعل هذه الظروف مجتمعة هي السبب الرئيسي لاختفاء ربة العائلة التي فضلت أن تضرب في الأرض